هل البق يطير؟ الحقيقة العلمية حول قدراته

يُعدّ البق، وتحديدًا “البقّ المنزلي” (Cimex lectularius)، من أكثر الحشرات التي تثير القلق والانزعاج لدى الإنسان، نظرًا لما يسببه من لدغات مزعجة واضطرابات في النوم. من الأسئلة الشائعة التي تتبادر إلى أذهان الكثيرين عند الحديث عن هذه الحشرة: هل البق يطير؟ في هذا المقال المفصل، سنستعرض الجوانب البيولوجية لحشرة البق، ونوضح ما إذا كانت تملك القدرة على الطيران، وكيفية تنقّلها، ولماذا تعتبر من الحشرات العنيدة في القضاء عليها.

البق المنزلي هو نوع من الحشرات الصغيرة التي تتغذى على دم الإنسان، ويميل إلى الاختباء في الشقوق والزوايا المظلمة في المنازل، لا سيما في غرف النوم. وهو ينشط أساسًا ليلًا ويُعرف بأنه يتبع مصدر الحرارة وثاني أكسيد الكربون المنبعث من جسم الإنسان ليستدل على مضيفه.

يتراوح حجم البق البالغ بين 4 إلى 7 ملم، ويكون لونه بنيًا مائلًا إلى الأحمر بعد أن يتغذى على الدم. على الرغم من أن مظهره الخارجي يشير إلى أنه قد يكون قادرًا على الطيران، فإن الحقيقة مغايرة.

نعم، البق المنزلي البالغ لديه بقايا أجنحة تُسمى “wing pads” أو وسائد الجناح، وهي عبارة عن بُنى صغيرة غير مكتملة تقع خلف منطقة الرأس. إلا أن هذه الوسائد الجناحية لا تمكنه من الطيران، لأنها غير مكتملة النمو ولا تؤدي وظيفة الجناح الحقيقي الذي يتيح الطيران.

بمعنى آخر، البق لا يملك أجنحة وظيفية تمكنه من التحليق في الهواء أو الانتقال لمسافات عبر الطيران كما تفعل بعض الحشرات الأخرى مثل الذباب أو البعوض.

رغم افتقاده لقدرة الطيران، فإن البق يتمتع بقدرة مذهلة على التنقل والانتشار، وذلك عبر وسائل أخرى:

  1. الزحف: يستطيع البق الزحف بسرعة نسبيًا على الأسطح المستوية مثل الأرضيات والجدران والأثاث.
  2. الاختباء في الأمتعة: يُعتبر التنقل في الحقائب، الملابس، والأثاث المستعمل من أشهر وسائل انتقال البق بين المنازل والفنادق.
  3. الانتقال عبر الشقوق: يمكن للبق أن يتسلل من غرفة إلى أخرى من خلال الشقوق أو الفتحات الصغيرة في الجدران أو أنظمة التهوية.

هذا ما يجعل منه حشرة صعبة الملاحظة وسريعة الانتشار، رغم أنه لا يطير.

السؤال هنا يعتمد على ما المقصود بـ”البق”. في اللغة العامية، تُستخدم كلمة “بق” للإشارة إلى حشرات كثيرة، منها أنواع طائرة بالفعل. فهناك عائلات حشرية تُعرف علميًا باسم “Hemiptera” وتُطلق عليها تسمية “True bugs” أو “البق الحقيقي”، وتشمل أنواعًا تملك أجنحة وتستطيع الطيران، مثل بق الماء أو بق الحدائق.

إلا أن البق المنزلي – الذي يُقصد به عادة في محادثات الناس والذي يلدغ البشر في الليل – لا ينتمي إلى الأنواع الطائرة.

يرجع هذا الاعتقاد الخاطئ لعدة أسباب:

يُفترض أن الحشرات الطائرة أكثر قدرة على الانتقال من مكان إلى آخر، وبالتالي أكثر صعوبة في المكافحة. لكن في حالة البق، فإنه على الرغم من عدم طيرانه، إلا أن انتشاره لا يقل خطورة.

فالبق يستطيع أن يختبئ لأسابيع أو حتى أشهر دون غذاء، ما يجعله قادرًا على البقاء داخل الحقائب والأثاث حتى يتم نقله لمكان جديد. كما أن أنثى البق الواحدة يمكن أن تضع ما يصل إلى 500 بيضة في حياتها، ما يعزز من انتشاره السريع.

نعم، هناك بعض الحشرات التي قد يتم الخلط بينها وبين البق المنزلي، وتملك القدرة على الطيران، مثل:

في النهاية يمكن القول إن البق المنزلي لا يطير، رغم امتلاكه بقايا أجنحة لا تعمل. قدرته على الانتقال تعتمد على الزحف والاختباء في الأمتعة والأثاث. ومع ذلك، فهو من الحشرات العنيدة في المكافحة ويجب التعامل معه بوعي وحذر. الفهم الصحيح لسلوكه البيولوجي ضروري لاتخاذ الإجراءات المناسبة للوقاية منه أو القضاء عليه.

  1. Centers for Disease Control and Prevention (CDC) Bed Bugs FAQs
  2. Environmental Protection Agency (EPA) Bed Bugs: Appearance and Habits
  3. University of Kentucky, Entomology Department Bed Bugs
  4. National Pest Management Association PestWorld.org: Bed Bugs
  5. Journal of Medical Entomology – “Biology and Behavior of Bed Bugs (Cimex lectularius)”

Harvard School of Public Health Bed Bug Biology and Management

Exit mobile version