لم يثبت علميا أن بق الفراش يمكن أن ينقل أمراضا معدية، لكن المؤكد أن هذه الحشرة تسبب الكثير من الإزعاج للناس، والكثير من القلق، بل يمكن أن يكون وجودها سببا في مضاعفات صحية كبيرة.
عدم نقل حشرات الفراش للعدوى لا يعني أنها لا تشكل مصدر قلق صحي كما قد يتصور البعض، بل على العكس من ذلك وجودها قد يؤدي إلى متاعب صحية كبيرة بالنسبة لبعض الأشخاص، وبخاصة الذين يعانون أصلا من مشاكل صحية كفقر الدم.
في الأسابيع الماضية أثارت قصة سجين توفي في السجن و حشرة البق تغطي أجزاء من جسمه في الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من الجدل بسبب تركه عرضة لنهش هذه الحشرة، حتى طالبت عائلته ومحاميه بالتحقيق في الأمر.
وقال عالم الحشرات الأمريكي مايكل بوتر، لبي بي سي تعليقا على هذه الواقعة أن بق الفراش ليس مميتا أو بالأحرى لدغاته لا تقتل، لكن التعرض باستمرار لهذه اللدغات يمكن أن يسبب فقر الدم الحاد الذي قد يؤدي إلى الموت.
هذه التهديدات الحقيقة التي يشكلها بق الفراش، تجعلنا متأهبين لاكتشاف أي وجود لهذه الحشرة في منازلنا، خاصة في المنازل التي تكون أكثر عرضة لخطر وجودها، كالبيوت التي لا تصلها أشعة الشمس بالشكل الكافي.
سنقدم لكم في هذا المقال كل المؤشرات التي يمكن اعتمادها لكشف وجود حشرات الفراش في منزلكم، وهي على الشكل التالي:
بقع حمراء على جسمك
أولى المؤشرات التي يمكن ملاحظتها وتكون بمثابة ناقوس الخطر المحدق بك وبمنزلك، هي تلك البقع الحمراء التي تظهر على جسمك أو جسم أحد أفراد عائلتك.
هذه البقع الحمراء التي تنتج عن التهاب في جلدك، غالبا ما تظهر في الظهر وفي الأطراف العلوية لجسدك، وتزداد عدوتها مع حكها بالنظر إلى أنها تثير الحكة بشكل كبير.
هذه البقع ناتجة عن لدغات البق، إذ كما يعلم الجميع فالبق يتغذى بشكل أساسي على دماء الإنسان، وهو ما جعل الباحثون يتحدثون عن إمكانية إصابة الشخص الذي يتعرض للدغات حشرة البق بشكل دائم بفقر الدم الحاد.
هناك مؤشرات معينة على تمييز الأثار الظاهر على جسدك بكونها ناتجة عن لدغات البق وليس لحشرات أخرى، إذ يجب ملاحظة نمط وشكل اللدغات فهي في الغالب تتم في إطار مجموعات أي أنه من النادر عند التعرض لقرصات البق العثور على أثر واحد فقط، وإنما في الغالب أثار متعددة متناسقة ومجتمعة.
بق الفراش يخلف بقع الدم
كما هو الحال بالنسبة للعديد من الحشرات التي تتغذى على الدم، يمكن ملاحظة أن حشرات الفراش تترك أثرا عبارة عن بقع الدم عند التخلص منها أو سحقها على الفراش، بل وتظهر أيضا بعض البقع تشبه الصدأ وهذا بالتحديد هو فضلات وبراز البق.
عند ظهور بقع من هذا النوع تأكد بأنك تتقاسم فراشك وغرفتك مع بق الفراش، ويجب أن تبحث عن طريقة للتخلص منه قبل تعاظم الآفة وتخرج عن السيطرة وتكون مضطرا للاستعانة بشركة للتخلص من الحشرات ستكلفك الكثير.
يمكن ملاحظة أن أثار البراز الشبيه بنقط صدأة من الوارد جدا العثور عليه في ملاءات أخرى في غرفتك، وحتى في المرتبة وطبقاتها المختلفة، بل حتى بعض الأغراض الأخرى المنتشرة في غرفتك.
رائحة كريهة
بسبب إمتلاكها غدد رائحة تطلق كميات من الفيرومونات، وعلى اعتبار أن غرفتك في حالة كانت الآفة آخذة في الانتشار قد تشتم رائحة تشبه رائحة الملابس المتعفنة أو الطعام الفاسد، رغم تأكدك من أن الغرفة لا تحتوي حقا على ما قد يجعل من رائحتها عفنة إلى هذا الحد.
تبقى إذا الرائحة الكريهة مؤشر مهم على أن حشرة البق أخذت مكانها في الغرفة واستوطنت بشكل يحتاج لتدخل عاجل للقضاء عليها.
بق الفراش يغير جلده
شأنه في ذلك شأن العديد من الحشرات والزواحف، يلجأ بق الفراش إلى التخلص من قشور جسمه أو طبقته الخارجية، خلال مرحلة النمو، والعثور على هذه الطبقة الخارجية من البق على شكل حشرة يعد مؤشرا مهما على إستقرار هذه الحشرات في غرفتك أو منزلك.
بالطبع ينصح في إطار البحث عن مؤشرات تأكيد وجود الافة البحث عن هذه المخلفات في الوسائد و في المرتبة وطبقاتها السفلية، وفي الأرائك والكراسي الموجودة بالقرب من سريرك، وهكذا يمتد البحث في أرجاء الغرفة والمنزل حتى التأكد من وجودها أو عدمه.
بق الفراش يترك بقع بيضاء أيضا
ليست بقع الدم الحمراء أو البقع ذات لون الصدأ ما يجب الانتباه إليه، بل حتى البقع البيضاء التي يمكن ملاحظتها على أثاثك تشكل مؤشرا وعلامة قوية على وجود البق بل ودليلا قاطعا على التكاثر في محيطك.
هذه البقع ما هي إلا أثار بيض حشرات الفراش، فهي تتشكل على شكل الأرز ويحدث أن يكون إكتشافها صعبا بالنظر للونها وبالنظر إلى أن العديد من الناس يستخدمون أفرشة بيضاء ومرتبات من نفس اللون.
ليس لونها الأبيض ما يصعب من مأمورية ملاحظة بيض البق، ولكن أيضا حجمها الصغير، قد يتطلب منك استخدام مصباح لتركيز الإضاءة في مكان معين، وأيضا استخدام مكبر مصاحب لعملية البحث هذه حتى تتمكن من تحديد مكانها بالضبط.
قد تبدو العملية مضنية، وهي كذلك، ولذلك فإن اكتشاف بق الفراش في المراحل الأولى أمر مهم ويساعد على التخلص من الافة بشكل كبير، الأمر أشبه بالمرض، فكلما تم اكتشافه مبكرا سهل استئصاله والتعامل معه، والعكس صحيح.
